recent
أخبار ساخنة

# نهاية حقبة: هل تسدل كرة القدم الستار على "أيديولوجية غوارديولا"؟

 

# نهاية حقبة: هل تسدل كرة القدم الستار على "أيديولوجية غوارديولا"؟

 

 

شهدت كرة القدم الحديثة على مدى عقد ونصف هيمنة لا جدال فيها للأسلوب التكتيكي القائم على الاستحواذ والضغط العالي، أو ما يُعرف بـ"اللعبة التموضعية" (Positional Play)، والتي قادها بيب غوارديولا بنجاح أسطوري مع برشلونة ثم مانشستر سيتي. ومع ذلك، تشير التحولات الأخيرة، لا سيما في **الدوري الإنجليزي الممتاز**، إلى أن هذه الأيديولوجية بدأت تفقد قوتها الضامنة، مما يدفع اللعبة نحو مسار أكثر براغماتية وأقل مثالية.

شهدت كرة القدم الحديثة على مدى عقد ونصف هيمنة لا جدال فيها للأسلوب التكتيكي القائم على الاستحواذ والضغط العالي، أو ما يُعرف بـ"اللعبة التموضعية" (Positional Play)، والتي قادها بيب غوارديولا بنجاح أسطوري مع برشلونة ثم مانشستر سيتي. ومع ذلك، تشير التحولات الأخيرة، لا سيما في **الدوري الإنجليزي الممتاز**، إلى أن هذه الأيديولوجية بدأت تفقد قوتها الضامنة، مما يدفع اللعبة نحو مسار أكثر براغماتية وأقل مثالية.
# نهاية حقبة: هل تسدل كرة القدم الستار على "أيديولوجية غوارديولا"؟


# نهاية حقبة: هل تسدل كرة القدم الستار على "أيديولوجية غوارديولا"؟

نحن الآن أمام مرحلة جديدة تتحدى هيمنة المهارة الفنية والسيطرة المطلقة على حساب القوة البدنية

 وفعالية الكرات الثابتة. فما هي دوافع هذا التحول، وما هو **مستقبل كرة القدم التكتيكي** القادم؟


## صعود الالتحامات وتراجع فن الاستحواذ

 

يعبر كثير من اللاعبين والمدربين في ملاعب التدريب عن ملاحظة مفادها أن جوهر اللعبة بدأ يتغير. لم تعدالسرعة أو المهارة هي العامل الحاسم، بل أصبحت اللعبة تدور حول "الالتحامات والقوة البدنية". هذا التغيير ليس مجرد شعور، بل مدعوم بالإحصائيات التي تُظهر تزايداً صارخاً في الأساليب المباشرة.

 

  • على سبيل المثال، تضاعف متوسط عدد **الرميات الجانبية الطويلة** في مباريات الدوري
  •  الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ليقفز من 1.52 في الموسم الماضي إلى 3.03. هذا الأسلوب، الذي
  •  كان يُنظر إليه بازدراء في حقبة الاستحواذ، يفرض مزيداً من الصراعات الهوائية والمادية داخل
  •  منطقة الجزاء، مما يزيد من احتمالات تسجيل الأهداف بطرق أقل "جمالية" وأكثر "عملية".

 

### هالاند أيقونة الواقعية الجديدة

 

يُعد المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند مثالاً حياً لهذا التحول. رغم كونه جزءاً من منظومة مانشستر سيتي، إلا أن قوته البدنية الهائلة جعلته "اللاعب المثالي للكرات الطويلة"، كما وصفه أحد مسؤولي أرسنال. هذه النوعية من المهاجمين، التي تعيد أمجاد الصراع التقليدي بين قلب الدفاع والمهاجم القوي، دفعت حتى غوارديولا نفسه لـ**التنازل عن مثاليته**.

 

  1. في مباراة سيتي الأخيرة ضد أرسنال، اختار غوارديولا تطبيق خطة اعتمدت على الصلابة الدفاعية
  2.  واللعب المباشر، في مقاربة وصفها المحللون بأنها تستوحي خطط جوزيه مورينيو – العدو
  3.  الأيديولوجي لـ"اللعبة التموضعية".

 هذا التخلي عن المبادئ الأساسية للمدرسة الكتالونية يشير إلى أن مرحلة "نهاية التاريخ التكتيكي"، التي افترضت انتصار **كرة القدم الشاملة** إلى الأبد، قد انتهت.

 

## زوال الضمانات ونهاية الأسلوب المثالي

 

خلال الـ 16 عاماً الماضية، اعتقد كثيرون أن السيطرة على الكرة والميدان عبر الاستحواذ والضغط العالي هي الوصفة الوحيدة لضمان الفوز على المدى الطويل. لكن بعد أن أصبحت اللعبة متجانسة تكتيكياً إلى حد كبير، بدأت الانحرافات تكتسب تأثيراً غير متناسب.

 

  • إن حقيقة أن معظم الفرق المتصدرة لجدول ترتيب الدوريات الإنجليزية باتت تحتل مراكز أدنى بكثير
  •  في تصنيفات **الاستحواذ** مقارنة بالأعوام السابقة، يؤكد أن **البراغماتية في كرة القدم**
  •  أصبحت هي السائدة. الفرق تتجه أكثر نحو الهجمات المرتدة وتُعظم الاستفادة من **الكرات الثابتة
  •  في كرة القدم**، مدركة أن الجمود العقائدي لم يعد يضمن النتائج.

 

## ضغط جدول المباريات يفرغ التكتيك من دقته

 

ما الذي أجبر غوارديولا على الانحراف عن أيديولوجيته؟ جزء كبير من الإجابة يكمن في **ضغط جدول المباريات** المتزايد، خاصة مع اتساع مسابقات مثل دوري أبطال أوروبا.

 

  1. يشير غوارديولا إلى أن الأداء التموضعي الفعال يتطلب تدريباً مكثفاً لضبط أدق التفاصيل التكتيكية.
  2.  لكن عندما تلعب الفرق كل ثلاثة أيام، يصعب على المدربين تطبيق هذا المستوى من الدقة. ونتيجة
  3.  لذلك، تظهر الثغرات الهيكلية، وتتراجع جودة الأداء المنهجي، مما يجعل الأساليب المباشرة والأقل
  4.  تعقيداً أكثر فاعلية.

 

## أرتيتا تطوير فلسفة السيطرة لمواكبة الواقع الجديد

 

لا يعني تراجع أيديولوجية غوارديولا أن العناصر الجوهرية (الضغط والتقنية) ستزول؛ بل ستصبح جزءاً مدمجاً في بنية اللعبة. ومع ذلك، فإن المدربين باتوا يبحثون عن **ميزة تفاضلية** جديدة.

 

ميكيل أرتيتا في أرسنال يمثل نموذجاً لهذا التطور. فرغم أن أرسنال لا يزال يحتفظ بمتوسط استحواذ عالٍ، إلا أن تركيزه الشديد على الكرات الثابتة لا يُنظر إليه كانحراف، بل كتطوير لمنطق السيطرة. إذا كانت دفاعات الخصم تتكتل وتزيد من الكرات الركنية، فمن المنطقي تماماً تحويل التركيز نحو تحسين تنفيذ هذه الكرات لزيادة **الاحتمالات** للفوز.

 فى الختام

في عالم لم يعد يقدم ضمانات، أصبح البحث عن "الاحتمالات" هو المفتاح. وبينما يتخلى غوارديولا عن مثاليته ويتجه الجميع نحو البراغماتية، فإن **مستقبل كرة القدم التكتيكي** ربما يتجه نحو مزيج معقد يجمع بين أساسيات الضغط والتقنية، وبين فعالية الإبداع الفردي وتكرار التمارين على المواقف القياسية.

google-playkhamsatmostaqltradent